استكمالاً للمقالة السابقة ، لقراءة الجزء الأول
بسبب عودة منظمات التسويق الهرمي تحت غطاء ثاني مختلف ،وفي الوقت الذي يعاني منه الكثير اقتصادياً ،علينا نشر محتوى توعوي للناس ،لأن وعيهم سيجنبهم أضراراً كبيرة !
حضرت أحد اجتماعاتهم التعريفية لإحدى الشركات ومشتركيها بالملايين .
تغلبني الفضول وودت معرفة كيفية إقناعهم للناس وكأن أدمغتهم مغسولة ! حتى أن بعضهم لا يقبل النقاش ويتخذ وضعية الدفاع لأنه يراك تسخر من نجاحه .
يتم برمجة الأشخاص على ذلك أيضاً كدرع للحماية ، لذلك خصصت هذا الموضوع لتفصيل طريقتهم بالإقناع بهدف حماية أنفسنا ولنكون أكثر وعياً وثقافة لمن حولنا بدل الهجوم عليهم واتهامهم بالغباء!
سأذكر هنا الأساليب و الحجج المستخدمة:
1-“اجعل المال يعمل لصالحك” يستخدموا هذا المصطلح كثير ويشيروا للـ PASSIVE INCOME بمعنى أنك تكسب المال بشكل متكرر بعمل قمت به مرة واحدة، لايكون دخلك محكوراً بعدد ساعات عملك لأنه لا يمكنك الاكتفاء بهذه الطريقة ،بل يجب أن تكسب النقود حتى عندما تكون نائماً ، وهذا صحيح لكن توجد طرق أخرى مربحة غير الوظيفة وغير طريقتهم هذه، الأمر ليس محصوراً بين الأبيض و الأسود!
أمثلة على الطرق الشرعية الأخرى :
–الاستثمار العقاري أو المحافظ العقارية.
–برنامج أونلاين (هنا مثال لإنتاج برنامج تعليمي وعرضه في أحد مواقع التعليم والكسب عن طريق كل شخص يشتريه، جهد مرة واحدة ودخل متكرر)
–تصميم منتجات (تجهيز تصميم لقميص مثلاً وعرضه للبيع أكثر من مرة)
–التجارة في المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي(مثل بيع منتجات في سوق.كوم )
كل هذه أمثلة على طرق زيادة المال وغيرها الكثير ،ابحثوا عن PASSIVE INCOME IDEAS وستظهر لكم العديد من الأفكار ، اختاروا ما يناسبكم منها.
2-الوظيفة أساساً تسلسل هرمي
الحجة الثانية ، لو سألهم أحد ما “أليس هذا تسويقاً هرمياً؟!“
سيكون ردهم:” لا هذا تسويق شبكي ابحث عنه ! و بالأصل وظيفتك لديها شكل هرمي، فكر بها! مديرك يترأس القائمة ، يليه نائبه ومساعده ، يليه فريق ما ، يليهم أنت وزملاؤك”
بغض النظر عن التناقض في ما إذا كان تسويقاً هرمياً أم لا ، الوظائف ليست هرمية إطلاقا ! المسيرة المهنية سلّم يصعد فيه الشخص كلما اكتسب خبرة وكان مؤهلاً للانتقال لما بعده ،غير أنه لديك منافع لا تقارن في وظيفتك ، من تأمين طبي لاكتساب مهارات في مجالك وخبرة في التعامل والإنضباط في الدوام وأشياء كثيرة.
بالتالي المقارنة غير منطقية أبداً.
3-“في وظيفتك ستجتهد وتتعب بدون الحصول على تقدير ، لكن معنا سنلاحظ كل إنجاز بسيط ونكافئك على مجهودك”.
طبعاً ،من احتياجات الإنسان النفسية التقدير ، وهنا هم حريصون على توفير هذا الشي حتى يكون الشخص متعلقاً بهم ، ويشبع حاجته التي لم يحصل عليها في عمله السابق ، وبالتالي هذه أحد أسباب تعلق الأعضاء الشديد بمثل هذه المنظمات.
الحل؟ لاتتوقع التقدير في كل مكان تعمل فيه ، وابحث عن التقدير في منزلك ومن أصدقائك ،اثبت نفسك في العمل لنفسك،قدّر ذاتك أولاً ثم توقع التقدير من الغير.
4-التحفيز المستمر هذه الاستراتيجية التي لا تنقطع عندهم أبداً، “هل ترغب بشراء الشيء الفلاني ؟ كيف ترى حياتك بعد عشر سنوات؟ بالتأكيد ستصبح ثرياً إذا استمررت معنا باجتهاد. ستتحقق أحلامك ، وسيندم كل من سخر من عملك ، لأنكم من ال3% من البشر المختلفين!“
في كل مرة يجتمعون فيها وحتى بعد اجتماعاتهم يستمرون بإرسال هذه الرسائل ليبرمجوا العقل الباطن على التصديق بكثرة التكرار.
التحفيز أيضاً مطلب مهم للإنجاز لكن المصيبة إذا كان الإنسان يعتمد على التحفيز الخارجي فقط!
لايمكنه تحقيق العديد من الأشياء في حياته بسبب أن هذا الشي غير متوفر 24 ساعة طوال أيام الأسبوع!
من المهم أن يكون الدافع داخلياً،مثل تحديد الهدف والدافع وراء تحقيقه ، ووضعه أمامك ، والتقدم بخطوات وإن كانت صغيرة كل يوم حتى عند غياب الرغبة والتحفيز الخارجي.
بالنسبة لهذه المؤسسات فهي تقوم بفعاليات سنوية تجمع فيها الأعضاء وتعرض إنجازات أشخاص حققوا نجاحاً في مجال معين بهدف الإلهام وإعطائهم دفعة للإنجاز والاستمرار حتى إشعار آخر،لأنه كما ذكرت في المقالة السابقة (اضغط للإطّلاع) خروج الناس من هذا العمل يسبّب انهياره وخسارة الرأس الأكبر في مقدمة الهرم وفريقه!
بدون هذي الفعاليات والاجتماعات، سيترك الأغلبية عملهم لأن الكثير منهم لم يحققوا الدخل المتوقع أو ما تم وعدهم به! فيقومون بإرسال رسائل تحفيزية لعقولهم ويستمرون بزرع الأمل من خلال ” عليك أن تصبر حتى تنجح “.
وكل هذا في النهاية يصب في مصلحتهم ، لأنهم سيربحون الكثير من المال بينما سيصلك القليل منه .
“تخلص من رئيسك السيء وكن أنت رئيس نفسك” مدخل أساسي للإقناع واستخدام عبارات أساسية مثل : ” تخلص من رئيس عملك المتسلط ومن عملك الممل الذي تكرهه”
بداية إذا كان كل شخص رئيس نفسه ، فمن سيعمل بالمستشفيات والمطاعم والمحلات وينجز المهام ؟ ومن سيعمل لك؟
العمل ليس مسألة رئيس في الأعلى ورئيس في أسفل ، بل هو توظّيف لمهاراتك وخبراتك في شي مفيد لغيرك وتنتفع منه بتأمين احتياجاتك الرئيسية والرضا عن أدائك.
أما إذا كنت تعاني من مديرك فعلاً:
–تحدث مع الموارد البشرية إذا كانت سمعتهم جيدة (من الممكن أنهم قاموا بحل مشكلة مماثلة لمشكلتك).
–تحدث مع زميل تثق فيه قد مر بذات التجربة وتعامل معها بطريقة ناجحة.
–لا تتحدث مع رئيس رئيسك إلا إذا جربت الطرق المذكورة أعلاه.
إذا فقدت الأمل وتسلل التوتر والضغط إلى حياتك الشخصية الحل البحث عن عمل آخر
هذا الحل أيضاً ينطبق على الشخص الذي يكره عمله.
لكن،لا يعني ذلك أن تقدم استقالتك على الفور! وتبقى بلا دخل وتترك عائلتك بلا مؤونة لمجرد أنك غير مرتاح.
ترك العمل يحتاج إلى تخطيط مسبق كالتالي :
–البحث عن عمل جديد أولاً
وإذا كنت ترغب بعمل أفضل ،يتطلب إضافة مهارات ، مثلاً حضور دورات لتطوير اللغة أو دراسة شيء يؤهلك في وظائف أخرى .
–ضع حداً زمنياً لتحقيق هذا الهدف،مثلاً نهاية هذه السنة سأترك عملي وأنتقل لعمل آخر ببيئة أفضل وأنسب لي ، أو القيام بتأسيس مشروعي الخاص . الآن لديك 12 شهراً لتحديد المهارات التي تحتاج العمل عليها ،والشهادات التي ينبغي الحصول عليها لإيجاد وظائف أفضل.
أما الشكوى والتذمر (لا توجد وظائف أساساً، لا أستطيع ترك عملي …الخ) بدون تحرك ، فأنت تلعب دور الضحية ومثل هذه الشركات ستجدك فريسة سهلة وستجد فرصة للوصول إليك.
طريقة مختلفة للإقناع غير الحجج المذكورة،استعراض الدليل
إظهار شيك حقيقي بمبلغ وقدره لأحد الأشخاص المنضمين، وكيف أنه حقق هذا الدخل سواءاً بشكل شهري أو كـ عمولة ، بالتالي لن يشكك أحد بمصداقية الأرباح.
في هذه الحالة اسأل الأسئلة الصحيحة ،وضع في بالك أن لهذا الفرد مهارات بيع قوية يستطيع توظيفها بأي مكان والكسب من خلالها.
في كل مرة ترى شيكاً لأحد الأشخاص اسأل هذه الأسئلة:
كم من الوقت استغرقه حتى وصل لهذا القدر من الربح؟
من كان جمهوره المستهدف؟
(قد يكون استهدف أشخاصاً من السهل إقناعهم ،أو تكون معرفتهم محدودة بهذه الأشياء مثل بعض الهنود، لأن الشركات في أمريكا تستهدف الجنسيات المختلفة مثل الأمريكان-الآسيويين، الأمريكان-المكسيكيين …الخ، بحيث أنهم يبيعون لعائلاتهم وجماعاتهم في بلادهم ،وبذلك يسهل تكبير دائرتهم بلا تعب).
كيف هي شخصية هذا الإنسان؟ هل لديه شخصية وحضور قوي ومهارة في الإقناع؟
ماهي التضحيات التي قدمها في سبيل الوصول لهذه المرحلة؟
تذكروا أن 90% من الأشخاص المنضمين لا يحصلون إلا على مبلغ رمزي شهرياً ،غير الذين لا يحصلون على شيء من الأساس ،حتى أننا لم نرَ الثروة التي وُعد بها الأشخاص منذ سنين .