
حضرتُ في إحدى المرات لقاءًا ، يستعرض فيه المشاركين مشاريعهم و يطلبون من الحضور تقديم المساعدة لإيجاد شريك / مبرمج وغيرهم لملئ الفجوة.
طلبت إحدى المشاركات استثماراً بقيمة 3 آلاف ريال سعودي ،لم أجد ما يصف شعوري حينها سوى التعجب!
أعلم أن العديد من الأشخاص لا يملكون 300 ريال سعودي في محافظهم، ولكن كصاحب مشروع أليس من المفترض أن يتعلم طرق كسب المال لتحقيق أهدافه؟
خاصة إذا كان المبلغ منطقي لكسبه؟
كيف ستسطيع إدارة أموال المشروع وأموال المستثمرين اذا كنت تعاني من هذه الجهة؟
هذا ما سأتحدث به معكم اليوم ..تمويل مشروعك بنفسك
الهدف الذي أرغب بإيصاله هو
أن تكونوا انتم مصدر التمويل بدون الحاجة لأحد في المرحلة الاولى من البناء , حتى تختبره وترى المال يتدفق ,بعدها في مرحلة النمو او التحسين بإمكانك ان تقوم بإلاقتراض او إيجاد مستثمرين
بداية..
لماذا اخترت هذه الطريقة بينما هنالك طرق أسرع وأسهل في التمويل؟
لأنها أدوم وأفضل من الناحية النفسية والعملية
الأسباب:
تجنب المشاكل الشخصية
لنفترض انك قمت بطلب احد افراد الأسرة أو الأصدقاء ان يقوم بتمويلك , لقد قمت الآن بوضع علاقتك الشخصية في الخطر
احراج نفسك والطرف الثاني , قد يرفض وتتخذ موقف منه بأنه بخيل, لا يحبك , لا يؤمن بك ,حتى لو كان يملك الملايين لا يحق لك ان تغضب, الاشخاص يتعبون حتى يجنون ما تراه لديهم
اذا قام احدهم باعطائك مبلغاً من المال ..ماذا لو فشلت؟ –
غالبا لن يقوم بإقراضك الا ولو كان لديه عالاقل بصيص من الأمل بنجاح المشروع او تسديد الدين, لكن اذا قمت بتخييب ظنه قد يتسبب بتولّد شعورسلبي تجاهك وسيقوم بتجنبك دائما
..قد تضطر لإدخاله كـ شريك وهذا موضوع آخر سأتطرق له قريبا –
:سبب آخر وهو اهم من السبب الاول
!تعلّمك مهارة كسب المال, عندما تقع في مأزق مثل خسارة الشركة تستطيع ان تقوم بجني المال مرة اخرى
لأن المهارة في يدك اينما ذهبت لكن الأموال تذهب وتعود..ألم تسمع بمقولة ” لا تصطاد لي ولكن علّمني كيف اصطاد” ؟
.
.
.
أشعر وكأني اسمع احداً يقول في ذهنه “كلام محفّزاً وجميلاً, لكن غير واقعي و لا ينطبق عليّ, فـ ظروفي مختلفة: لست جامعيًاً, بيئتي لا يوجد بها وظائف, امرأة حريتي محدودة في مجتمعي صغير بالعمر , ليس لدي خبرة/ مهارة والخ
ارمي كل هذا في البحر.. أكرر:
أ ر م ي ه ذ ه الأعذار للبحر
نعم اعذار!
.. الرزق بيد رب العالمين وعنده خزائن السماوات والأرض
اعلم ان للناس قدرات وهناك عوائق , البعض لديه فرص أسهل من غيره بحكم ولادته في مكان وتحت اسم عائلة معينة والكثير من الأمور الأخرى لكن
لكن عند سعي الإنسان والتوكل والنية ،فمهما كان مكانه في الأرض ومهما كان جنسه وعمره وقدراته ،فهناك الكثير من الطرق التي تناسبه وتحقق له دخلاً جيداً.
سأذكر لكم بعض الأمثلة والطرق المساعدة لكن أولاً عليك قتل هذه الفكرة من عقلك تماماً والتحرر منها!
اولاً :ضع ميزانية محدودة لاختبار نجاح المشروع وبأقل ما يمكن دفعه
حدد التكاليف الأساسية لبدء المشروع واكمال المنتج / الخدمة حتى تقوم بتجربتها والبدء بالبيع
موضوع آخر يطول شرحه لكن سأتحدث عنه بالتأكيد لأنه مهم وغالبا سيكون حصري لفئة محددة (الأشخاص المستعدين لتطبيق المعلومات) وحفظا للجهود
ثانياً: الوضوح والنية
.ان تنوي بجمع مبلغ معيّن يكون منطقيا وتضع موعد محدداً لاكمال الهدف
ثالثاً: البحث عن ماتستطيع القيام به / تعلم-
بعد ماقمت بتحديد الميزانية والصورة الآن واضحة في عقلك, فكر بالطرق التي يمكن بها جمع هذا المبلغ
اكتب ما لا يقل عن 10 -20 طريقة, ليست فقط طرق من الانترنت بل طرق تكون مناسبة لك و لظروفك
مثال فتاة نبيهة وتستطيع ان تشرح للأطفال قامت بتدريس ابناء اختها مقابل الحصة
الأفكار كثيرة وغير محدودة , عليك بعمل عصف ذهني
لنفترض انك وجدت طرق للكسب لكن غير كافي لتجميع المبلغ المستهدف؟
تعلم أمور يسهل عليك تعلمها في اثناء الفترة, ايضا لاتنسى انك ستبدأ مشروع بأقل التكاليف ( والذي سوف يتم
.شرح خطواته قريبا), لن تحتاج لتمويل رأس المال بالكامل في البداية
رابعاً: مشاركة من حولك هدفك
ابدأ بدائرتك: العائلة , الأصدقاء او الزملاء بتقديم خدماتك لهم واطلب ان يساعدوك بتوصية لآخرين يحتاجوا ماتقدمه
.مشاركة المقربين اهدافك سوف يشجعهم بتسهيل ظهور الفرص امامك
خامساً: وضع ميزانية شخصية للصرف والادخار
مهم ان تجني المال في هذه المرحلة لكن الأهم ان تتجنب خسارته
الكثير يصرف بلا وعي بعدها يتفاجئ اين ذهب المال
الحل بتسجيل كل ما تصرفه ثم تحديد الميزانية والاستغناء عن ما هو غير مهم بالفترة الحالية وترتيب أولوياتك بالصرف
.يوجد تطبيقات مساعدة منها اجنبية وعربية مثل : مصاريف (استعمله شخصيا) وغيرها كثير

سادساً : الإلتزام
ستكتشف اذا كانت فعلا لديك رغبة حقيقية لتأسيس مشروعك بقدر صبرك واجتهادك لتمويله بنفسك
انت في نعمة طالما انك تستطيع القيام بعمل شؤونك بمفردك.. فلماذا تطلب من غيرك؟
انتهى
مقال راائع استمري
شكرا فطيم انتي الرائعة!