هل فكرنا يوما تعلم مبادئ التجارة من الرعيل الأول؟
سؤال طرحته على نفسي، وانشغلت بحثا عن إجابته، فجاءت مقالة اليوم معطرة بشذى من زمن النبوة لشخصيتين عُرفتْ تاريخيا بامتهان التجارة والنجاح فيه.
إن الحديث عنهم حتما سيطول؛ لحسن مقامهم، وتعدد مناحي نبوغهم وتميزهم، لكني سأقتصر في هذا المقام على المأثور عنهم في ميدان الثراء المادي.
أولى الشخصيات هو:
عبد الرحمن بن عوف– رضي الله عنه -أغنى اغنياء الصحابة.
بم نلت هذه الثروة؟ يجيب عن سؤال طرح عليه:
“ما بِعتُ دَينًا، ولا استقللت ربحاً”.
والمعنى أنه لا يبيع بالآجل حتى لا يحرج الاشخاص من تهربهم من الدفع.
ولا يستحقر المكسب البسيط إذ أن تصريف البضاعة ولو بربح قليل أولى من تكديسها ثم تلفها أو انقضاء مدة صلاحيتها.
كما ويصفه من عرفه بالسماحة وكرم النفس في الحديث: “رحم الله رجلا سمحاً اذا باع, سمحاً اذا اشترى” ,فلا يكون الشخص شديداً عند البيع، متطلّبا عند الشراء؛ فيقع الخلاف والنزاع واليمين الغموس وهو الحلف كاذبا.
وكان رضي الله عنه سيّد ماله؛ لم تكن نيّته من التجارة جمع المال وتكديسه فقط، بل كان عملا يسترزق الله به، ويستغني عن حاجته للناس، ويساعد المحتاج من أهله.
بهذه النية كان المال يلاحقه، والربح يلازمه، وما رفع حجرا أو وضع وتدا إلا ووجد رزقا فيه.
كما امتاز رضوان الله عليه بروح المبادرة ومهارة التحليل؛ فقد هاجر إلى المدينة كغيره من الصحابة فقيرا مُعدما لا درهم عنده ولا دينار، وقد آخى بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين سعد بن الربيع الذي عرض عليه نصف ماله يتقاسمه معه. لكنه رفض رضي الله عنه- وقال:” بارك الله لك في مالك وأهلك, دلّني على السوق”.
وفعلا كانت هذه نقطة انطلاقه فقد وصل السوق، حلل سلوكيات البائعين والمشترين في البيع والشراء، وتلمّس حاجات أهل السوق.
ما انقضت فترة الا وقابل الرسول –صلى الله عليه وسلم- : إِنَّك من الأَغنياء، ولن تدخل الجنّة إلا زحفاً، فأَقرِض اللهَ -تعالى- يطلق لك قدميك. قَال: فما أُقرض يا رسول الله؟ فأرسل إليه: (أتاني جبرِيل، فَقَالَ: مُرْهُ فَلْيُضِف الضَيف، وليُعْط في النائبة، وليطعم المِسكين)
إن روح العطاء جعلته يتقاسم ماله ونجاحه مع الناس، ولا يكنزه لنفسه
ومعروف عن الصدقة أنها تنمية للمال والأجر..
” من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة” صدق الله العظيم.
.
يتبع في المقالة القادمة مع شخصية اخرى ..
( كل الحب والتقدير للكاتبة الأستاذة فاطمة خوجه ❤ على مساعدتها في تنسيق هذه المقالة واضافة لمسة أدبية جميلة )
تويتر: @fykhojah
صدقاً مقالة رائعه بكل المقايسس مشوقه وتمنيت تكون اطول فِ انتظار المقالة الثانية 😻
هلا هلا بـ Ijurst!
تعليقك مششجع ويرفع المعنويات تسلميلي ❤
إن شاء الله بنهاية الشهر القادم..