
ودراسات تثبت استمرارية الموظفين في العمل وولائهم للمنظمة أكثر بالتالي يوفّر على الشركة وقت ومال تدريب.
مرحباً بالجميع !
المقالة الأولى والثانية كانت مرتبطة بالشخص نفسه لكن هذه المقالة مختصة للشركات
لمن يقرأ عن القيم للمرة الأولى سيجد هنا مقالة كاملة عنها
من المفترض يكون آخر موضوع لهذه السلسلة ، لكنّي قررت إعطاءه حقه وقسمته لجزئين:
الجزء الأول : دور القيم في المؤسسات
الجزء الثاني : -عملي- كيف يمكن تحديدها
قصـــة من الواقع
سأذكر لكم قصة شخصية وبعدها سندخل في التفاصيل :
أمي كانت تمتلك مشغلاً نسائياً متكاملاً ،وبنفس الوقت كانت خبيرة في المكياج منذ أيام المحترفين أحمد قبيسي وبسام فتوح -أشهر خبراء التجميل اللبنانيين في ذلك الوقت.
اسمها كان معروفاً بين الزبائن ودخلها كان دائماً أعلى من التكاليف ،كنت ألاحظ بأنها تذكر أشياءاً معينة وكانت حريصة عليها بشكل دائم بعملها وعمل الموظفات ووقت التوظيف، وهي :
- الإتقان :له الأولوية وشعارها “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”
- الشغف: يجب أن تحب الموظفة عملها حتى تبدع فيه ، ولا تشعر بمضي الوقت ، فإن لم يناسبها عملها الحالي تُوضع في عمل آخر ،وإن لم يناسبها أيضاً بجميع الأحوال يتم الاعتذار منها.
- التعاون: إذا كانت إحدى الموظفات مرهقة أو منشغلة ،ستلاحظها موظفة أخرى و وبالتالي ستقدم لها ما تحتاجه “هذا المكان ليس للأنانيين ومن تهمهم مصلحتهم فقط”
- إسعاد العميل: يجب أن تكون الزبونة وخاصّة العروس أجمل الحاضرين!
هذي الأربع قيم الأساسية كانت تلازمها منذ بدايتها لمسيرتها في هذا المجال ،وأول ما تحرص بأن يتوفر في حال قامت بتوظيف شخص جديد.
بالتالي تشكلت ثقافة المكان وأصبحوا كياناً واحداً وانعكس ذلك على أدائهم وأصبحت هويتهم واضحة لهم وللعملاء . بالتأكيد إن للمال أهمية وقيمة لكل من لديه مشروع ، لكن إن كان المال هو القيمة الأساسية فإن ذلك سيتسبب في العشوائية.
ننتقل للتوضيح :
ماهي قيم المنظمة؟
قيم المنظمة : غير محسوسة أو مادية لكنها تُرى بالتعاملات
هي التي تحدد هويتها وثقافتها وينعكس ذلك على أفعالها وتصرفاتها.
أهميتها: هل من الضروري فعلاً الاهتمام بالقيم؟
نعم , لأنها تحدد:
– كيفية تعامل الموظفين داخل المنظمة
– تعاملهم مع العملاء ،ومواقف المنظمة كلها تعكسها
– تأسيس ثقافة الشركة
– اختيار الموظف المناسب الذي يؤمن بنفس القيم
– جذب العملاء المناسبين
كلها أمور أساسية تلعب دوراً مهماً في استدامة المنظمة وتركيب المؤسسة وأحد عوامل نجاحها إذا كانت محددة وواضحة للموظف والعميل .
الواقع ..
نلاحظ مع الأسف كثيراً من الشركات يكتبونها مع الخطة الاستراتيجية لإكمال مهمة فحسب ،
والأبحاث أظهرت أن معظم المنظمات يتشاركون نفس القيم : التميز،النزاهة،العمل الجماعي …الخ.
هذا دليل على أنهم يعاملونها وكأنها إكمال للفراغات، ومن الممكن أن يستعينوا بمستشار يدفعون له ليكتبها لهم من ضمن كتابته للرؤية ،باختصار كأنه شيء يجب كتابته فقط حتى تظهر المنظمة بشكل جيد أمام العامة من مستثمرين وعملاء غير مدركين أن ثقافة المنظمة تعكس القيم وتظهرعلى تصرفاتها مهما ادعت تبنيها لقيم معينة.
رأي أهم القادة في مجال الأعمال عن القيم
في مقابلة لستيف جوبز سألته المذيعة: “كيف تتخيل أن تكون حياتك في العشر سنوات القادمة ؟”
وكان جوابه : بأنه سيظل متمسكاً بالقيم الأساسية للشركة، أما بدونها سيستقيل، وأنها هي التي كانت محركاً له قبل سنين عندما أُغلقت الأبواب في وجهه ،وهي التي تحركه الآن ،وهي نفسها ستكون سبباً لعمله للعشر سنوات القادمة.
كانت من أهم قيمه: “صنع أفضل منتج للناس” ،بمعنى أن يكون انطباع العميل : هذا من أفضل المنتجات التي دخلت بيتي .
وستُجبَرُ الشركات مستقبلاً بأخذ موضوع القيم بجدية . أكد مارك زوكبيرج –مؤسس فيس بوك- في لقاء صحفي :”في المستقبل جميع الشركات ستحتاج إلى الاهتمام بالقيم والغايات،لأن المستهلكين والعاملين سيطالبون بها”.
هل فعلاً تبنّي الشركة للقيم يرفع من أرباحها على المدى الطويل؟
وجود قيم أساسية تُبنى المنظمة عليها مرتبط بارتفاع الأداء = ارتفاع في الإنتاجية = ارتفاع في الأرباح!
وهناك دراسات أثبتت أن استمرارية الموظفين في العمل وولائهم للمنظمة يوفّر على الشركة وقتاً ومالاً وتدريب.
كيف نحدد قيم مناسبة لشركتنا وليست مكتوبة على الورق فقط ؟
هذا موضوع المقالة في الجزء الثاني
كونوا بالقرب..
هل قيم مؤسساتكم واضحة ؟
وهل فعلاً تُطبّقها أم هي معلقة على الجدارفقط ؟
شكراً لقراءتكم ومشاركة آرائكم
شكراً لقرائتكم ومشاركة آرائكم ❤